ثروات أغنى 400 شخص في أمريكا ترتفع إلى 4.5 تريليون دولار عام 2023

كشفت قائمة مجلة فوربس العالمية عن ارتفاع الثروة الإجمالية لأغنى 400 شخص في أمريكا بنحو 500 مليار دولار في عام 2023 على أساس سنوي، لتصل إلى 4.5 تريليون دولار، ما يعادل القيمة القياسية المسجلة في عام 2021.

ودعم النمو انتعاش أسواق الأسهم والطفرة التكنولوجية التي تقودها تقنية الذكاء الصناعي.

بالمثل، ارتفع الحد الأدنى للانضمام إلى قائمة فوربس لأغنى 400 أمريكي لعام 2023 إلى أعلى مستوياته على الإطلاق إلى 2.9 مليار دولار هذا العام، مقارنة بـ2.7 مليار دولار قبل عام.

واعتمدت فوربس صافي الثروات وفقًا لأسعار الأسهم حتى 8 سبتمبر 2023.

إيلون ماسك في الصدارة

تصدر إيلون ماسك قائمة أغنى 400 أمريكي للعام الحالي مجددًا، بثروة تقدر بنحو 251 مليار دولار، وهي نفس القيمة المسجلة العام الماضي.

جاء ذلك على الرغم من شهوده عامًا متقلبًا شمل اضطراره إلى شراء منصة التواصل الاجتماعي تويتر مقابل مبلغ يتجاوز قيمتها الحقيقية، وانهيار سهم شركة تيسلا، والدخول في مشاحنات عبر الإنترنت مع أشخاص من بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجية تايوان، وتحدي مارك زوكربيرج لخوض نزال داخل قفص – ثم إضافة عشرات المليارات إلى ثروته مع معاودة أسهم تيسلا الارتفاع.

ويعد ماسك أغنى من جيف بيزوس، الذي جاء في المركز الثاني على القائمة، بـ 90 مليار دولار، فيما يتقدم، بفارق 93 مليار دولار، على لاري إليسون صاحب المركز الثالث، الذي شهد أكبر نمو في صافي الثروة مقارنة بأي مواطن أمربكي خلال العام الماضي، بنحو 57 مليار دولار، بدعم الشعبية التي حظيت بها تقنية الذكاء الصناعي التوليدي، التي ساهمت في دفع أسهم شركته للبرمجيات، أوراكل.

لم يكن إليسون الشخص الوحيد الذي استفاد من الذكاء الصناعي. ارتفعت ثروات أقطاب قطاع التكنولوجيا ضمن قائمة فوربس 400 للعام الحالي بنحو 300 مليار دولار مقارنة بعام 2022، ما يمثل نحو نصف مقدار إجمالي الزيادة في الثروات ضمن القائمة بأكملها.

نمت أسهم شركة Dell Technologies التابعة لمايكل ديل بنسبة 87% بفضل الطلب على الخوادم من قبل شركات الذكاء الصناعي.

كذلك، ارتفعت أسهم شركة ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، بنسبة 26% هذا العام، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى كشفها مجموعة من أدوات الذكاء الصناعي في مايو، ما ساهم في نمو ثروتي الشريكين المؤسسين لاري بيج وسيرجي برين.

بالمثل، نمت أسهم شركة مايكروسوفت، التي راهنت بشكل كبير على تقنية الذكاء الصناعي، بامتلاكها حصة في شركة OpenAI المطورة لروبوت الدردشة ChatGPT، لترتفع ثروتا الشريك المؤسس بيل جيتس، والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر.

أيضًا، قفز سهم شركة إنفيديا الرائدة في تصنيع الرقائق المستخدمة في تشغيل أنظمة الذكاء الصناعي بأكثر من 200% منذ العام الماضي، لتتجاوز القيمة السوقية حاجز تريليون دولار، وليصبح جنسن هوانج، الشريك المؤسس للشركة (الذي يمتلك نحو 3% منها) الرابح الأكبر على القائمة من حيث النسبة المئوية.

تقدم هوانج 31 مركزًا، وانضم لأول مرة إلى فئة أغنى 20 شخصًا في الولايات المتحدة، الذين يمثلون مجتمعين أكثر من 40% من إجمالي الثروات ضمن القائمة.

وافدون جدد

انضم 18 وجهًا جديدًا إلى قائمة فوربس 400 لأول مرة هذا العام، على الرغم من ارتفاع الحد الأدنى للانضمام إلى التصنيف.

ولعل مايكل جوردان الأكثر شهرة بينهم، بفضل مدفوعات حقوق الملكية السنوية التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات من العلامة التجارية نايكي، والصفقة المبرمة في أغسطس بشأن بيع حصة أغلبية في فريق شارلوت هورنتس التابع لدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA).

ويعد جوردان، الذي تقدر ثروته بنحو 3 مليارات دولار، أول رياضي محترف ينضم إلى القائمة.

ومن بين أبرز الوافدين الآخرين، صهر إيفانكا ترامب، جوش كوشنر، الذي تقدر ثروته بـ 3.6 مليار دولار.

جمعت شركة كوشنر Thrive Capital لرأس المال الاستثماري، وهي من أوائل الداعمين لعدد من الشركات الناشئة مثل إنستجرام وسبوتيفاي وSlack، تمويلات بقيمة 175 مليون دولار في يناير، بتقييم بلغ 5.3 مليار دولار.

أما إليزابيث ديلوكا فكانت أغنى عضو جديد هذا العام، بثروة تقدر بنحو 8.2 مليار دولار. في أغسطس، وافقت شركة الأسهم الخاصة Roark Capital على شراء شركة Subway – التي ورثت ديلوكا نصفها عندما توفي زوجها الشريك المؤسس فريد ديلوكا عام 2015 – في صفقة توارد أن قيمتها تجاوزت تسعة مليارات دولار.

عاد عشرة أشخاص آخرين، بما في ذلك الشريك المؤسس لتطبيق واتساب براين أكتون، ومالك مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية World Wrestling Entertainment فينس مكمان، إلى التصنيف بعد غياب دام لعام واحد على الأقل.

أثرياء يودعون القائمة

غادر 24 عضوًا ممن ظهروا في تصنيف العام الماضي القائمة الحالية، ومن بينهم: الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسط التحديات التي تواجهها منصة التواصل الاجتماعي التابعة له وممتلكاته العقارية التجارية.

كذلك، غاب إيفان سبيغل وبوبي مورفي، إذ تهاوت قيمة سهم شركة Snap Inc بسرعة كبيرة، وسام بانكمان-فرايد وجاري وانج، اللذان يواجهان اتهامات فيدرالية بالاحتيال بعد انهيار إمبراطوريتهما في مجال العملات المشفرة الخريف الماضي.

ومع مغادرة مورفي (35 عامًا) وسبيجل (33 عامًا) وبانكمان-فرايد (31 عامًا) ووانج (30 عامًا) القائمة، أصبح لوكاس والتون، حفيد الشريك المؤسس لسلسلة متاجر البيع بالتجزئة الأمريكية وول مارت، سام والتون، والبالغ من العمر 37 عامًا، أصغر أعضاء قائمة فوربس 400. وهو كذلك واحد من بين أربعة أشخاص فقط ضمن التصنيف الحالي ممن تقل أعمارهم عن 40 عامًا – أقل بكثير من متوسط ​​العمر البالغ 70 عامًا.

أما أكبر الأشخاص عمرًا على القائمة فكان الملياردير ديفيد موردوك، من شركة Dole Food Products والبالغ من العمر 100 عام.

مصدر الثروات

كوّن 279 عضوًا ضمن قائمة فوربس 400 للعام الحالي ثرواتهم بنفسهم ولم يرثوها، ما يمثل 70% من إجمالي العدد. إلا أن غالبية أعضاء القائمة لا يزالون من الرجال، إذ بلغ عدد السيدات ضمن التصنيف 60 امرأة فقط، ما يمثل 15%.

ولعل أليس والتون، وريثة سلسلة وول مارت، أغنى السيدات ضمن القائمة على الإطلاق، وقد استعادت اللقب الذي احتفظت به من عام 2015 إلى عام 2022 من وريثة شركة Koch Industries، جوليا كوخ، التي أصبحت ثاني أغنى امرأة في أميركا.

هذا وقد صنعت 12 سيدة فقط ضمن قائمة فوربس 400 ثروتهن بأنفسهن، وأغناهن منهن هي ديان هندريكس، الشريكة المؤسسة لشركة ABC Supply.

انضمت امرأة عصامية واحدة إلى القائمة لأول مرة هذا العام وهي مليارديرة قطاع الفضاء الجوي إيرين أوزمن. في حين عادت الشريكة المؤسسة لشركة Panda Express بيغي تشيرنج، مجددًا إلى التصنيف، إذ ظهرت آخر مرة في عام 2017 إلى جانب زوجها أندرو تشيرنج.

وتتبعت فوربس مجددًا التبرعات الخيرية لجميع أعضاء قائمة فوربس 400، وصنفت كل منهم على مقياس من 1 (أولئك الذين تبرعوا بأقل من 1% من ثرواتهم حتى الآن) إلى 5 (أولئك الذين قدموا ما لا يقل عن 20% من ثرواتهم).

وتبرع ثلثا أثرياء أمريكا بأقل من 5% من ثرواتهم حتى الآن؛ وتبرع 11 منهم فقط بنحو 20% أو أكثر من الثروات.