الفيدرالي الأمريكي يُربك الأسواق بعد خفض الفائدة 25 نقطة أساس
خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أمس الأربعاء، أسعار الفائدة 25 نقطة أساس للمرة الثانية هذا العام، مستغلاً استقرار التضخم نسبياً في الولايات المتحدة. كما أعلن أنه قد يوقف تقليص ميزانيته بحلول مطلع ديسمبر المقبل.
وصوّتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، أمس، لصالح خفض سعر الفائدة المرجعي إلى نطاق 4% و3.75%، ليُعدّ بذلك الخفض الثاني لمعدلات الاقتراض منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، بعدما أبقت عليه دون تغيير في 5 اجتماعات متتالية.
واتخذت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قرار خفض الفائدة 25 نقطة أساس بأغلبية 10 أصوات مقابل صوتين، حيث صوّت عضو مجلس المحافظين ستيفن ميران لصالح خفض الفائدة بنصف نقطة مئوية، في حين اعترض رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيف شمد لصالح الإبقاء على الفائدة دون تغيير.
وفي البيان المرافق للقرار، أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أن المخاطر السلبية على التوظيف “ارتفعت”، لافتاً إلى “تباطؤ وتيرة نمو الوظائف” هذا العام، وارتفاع معدل البطالة بشكل طفيف “لكنه بقي منخفضاً حتى أغسطس” في إشارة لتأثير الإغلاق الحكومي على مدى توافر البيانات، وقال إن المؤشرات الأحدث “تشير إلى استمرار هذه التطورات”.
وأربك الاحتياطي الفيدرالي السواق بعدما قال جيروم باول إن مواصلة خفض أسعار الفائدة في ديسمبر أمراً “ليس مؤكدا أبداً”، مشيراً إلى تضارب في الرؤى بين مسئولي السياسة النقدية بالبنك المركزي. وأكد أن هذا القرار ليس من المستنتجات أو المسلّمات أبداً.
وأكد باول أن البنك المركزي الأمريكي لم يتخذ أي قرار بخصوص آخر اجتماعات لجنة السياسة النقدية للعام الحالي، مشدداً على أن “توخي الحذر في اجتماع ديسمبر قد يكون منطقياً في ظل غياب البيانات”. وألمح إلى أن “بعض أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يعتقدون أن الوقت قد حان للتراجع خطوة إلى الوراء”.
وقال: “وجهات النظر المتباينة بشدة كانت في الحقيقة حول المستقبل”، مضيفاً أن “السيناريو الأساسي للتوقعات يرجح حدوث بعض التضخم الإضافي بسبب الرسوم الجمركية”.
تصريحات باول تأتي مخالفة للتوقعات في الأسواق المالية، التي كانت ترجح إجراء خفض آخر بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر باحتمالات تفوق 90%.
وبعد تصريحات باول، ارتفعت عوائد السندات لأجل عامين، والتي تعكس توقعات السياسة النقدية بشكل أدق، بأعلى وتيرة لها منذ يوليو، حيث ارتفعت ثماني نقاط أساس لتصل إلى 3.57%. وارتفع عائد السندات لأجل عشر سنوات سبع نقاط أساس ليصل إلى 4.05%.
كما قلص سعر الذهب مكاسبه بعد أن قلل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي من احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، ليتراجع عن مستوى 4000 دولار.
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن قرارات أسعار الفائدة ليست في أي مسار محدد مسبقاً، مشيراً إلى أن البنك المركزي يتعامل مع خطرين اثنين (أي التضخم وسوق العمل). وقال إنه إذا أظهرت البيانات تحسناً في سوق العمل “فسوف يؤثر ذلك على قراراتنا”، مضيفاً أن انخفاض طلبات إعانة البطالة “يشير إلى تباطؤ تدريجي في سوق العمل”.
ووصف باول قرار الاحتياطي الفيدرالي أمس، بأنه “خطوة إضافية تجاه سعر الفائدة المحايد”، و”نبقى مستعدين للتعامل بشكل سريع مع المخاطر”.
رابط مختصر:
جاري التحميل ...
