كيف تصنع ديونك؟.. اشتري ما لا تحتاجه… بمال ليس لديك… لتُعجب أشخاصًا لا تعرفهم
أصبحت الديون الشخصية لدى شريحة واسعة من المواطنين ليست مجرد أزمة مالية عابرة، بل نتيجة منطقية لسلوكيات استهلاكية تتكرر يوميًا دون وعي أو تخطيط. وتؤكد الخبرات المالية أن نمط الإنفاق، وليس حجم الدخل وحده، هو العامل الأكثر تأثيرًا في استدامة الاستقرار الاقتصادي للأسر.
أول هذه السلوكيات هو الإنفاق قبل التفكير حيث يتحول الإعلان إلى دافع مباشر للشراء، يكفي إن إعلان يلمع قدامك علشان تعتبره تكليف رسمي بالشراء ويصبح الانجراف خلف “التريند” أولوية تتقدم على تقييم الحاجة الفعلية للسلعة. ويتزامن ذلك مع الاعتماد المتزايد على البطاقات الائتمانية كحل قصير المدى، مما يؤدي إلى تضخم الالتزامات الشهرية. و اعتبار الراتب مجرد محطة مؤقتة، والكارت الائتماني جاهز يكمل الرحلة.
ويُضاف إلى ذلك الاعتماد المفرط على التقسيط حوّل التقسيط لأسلوب حياة فقد اصبح التقسيط يشمل منتجات وخدمات لا تُعد ضرورية، مما يحوّل المستهلك إلى أسير لالتزامات مستمرة مقابل سلع سريعة الاستهلاك أو قصيرة العمر. وفي المقابل، يتراجع الادخار إلى أدنى مستوياته، بالرغم من كونه خط الدفاع الأول ضد أي أزمات طارئة …. بمعنى ” قسط كل شيء بلا تردد حتى لو عمر السلعة نفسه أقصر من مدة القسط.أهم شيء الإحساس اللحظي أما الالتزام الطويل، فده مشكلة المستقبل مش مهم دلوقتي ”
كما تنتشر ظاهرة العيش بما يفوق القدرة المالية اصنع لنفسك صورة أكبر من دخلك فالمظاهر الاجتماعية من مقاهي ذات تكلفة مرتفعة إلى تحديث الهواتف والأدوات صارت تمثل عبئًا على ميزانيات غير قادرة على تحمل هذه الالتزامات، وهو ما يخلق تناقضًا بين صورة الرفاهية الظاهرية والواقع المالي المضطرب والنتيجة؟ تعيش دور “المقتدر” بينما حسابك بيشرح العكس تمامًا.
ويفاقم غياب التخطيط المالي هذه التحديات اترك أموالك بلا خطة… واستعد للمفاجآت إذ يعتمد كثيرون على الإنفاق العفوي دون ميزانية واضحة، مما ينتهي عادةً بصدمات مالية متكررة في نهاية كل شهر بمعنى ” لا ميزانية، لا متابعة، لا تقييم مجرد إنك تنفق وتستنى اللحظة اللي تكتشف فيها إن الشهر خلص قبل ما يبدأ”
كما أن تجاهل فرص الاستثمار سواء في الذهب أو الأصول أو الأدوات المالية البسيطة ،يحرم الأفراد من بناء قاعدة مالية مستقرة على المدى الطويل. بمعنى تعامل مع الاستثمار كأنه رفاهية فكرية “ذهب ، بورصة، أدوات مالية” كل ده كلام مالوش لازمة بالنسبة لك… مادمت قادر تشتري حاجة شبيهة باللي عندك لمجرد رغبة عابرة
وتُعد البيئة الاجتماعية عنصرًا مؤثرًا كذلك اختر دائرة اجتماعية تدعم الفوضى المالية فمرافقة أشخاص ينتهجون سلوكيات إنفاق غير رشيدة تساهم في تعزيز نفس النمط ، بمعنى ” خروجات بلا توقف، مصاريف مالهاش لازمة ، وفي آخر الشهر جلسة شكوى جماعية عن اختفاء المرتب”
بينما يلجأ البعض إلى الاقتراض لأغراض ترفيهية أو غير ضرورية اقترض من أجل أي شيء… مهما كان تافهًا الأمر الذي يحوّل الدين إلى وسيلة للحفاظ على نمط استهلاك لا يتناسب مع الدخل، بمعنى ” اقترض من اجل متعة مدتها دقائق (خروجة – اكله – …..) اقترض وخلي سداد الديون مهمه مستقبلية مرهقة “.
ومن ثم أن الوقوع في فخ الديون ليس نتيجة ظرف طارئ بقدر ما هو انعكاس مباشر لسلوكيات غير رشيدة متراكمة. ومن ثم فإن الالتزام بعادة مالية إيجابية واحدة”كالادخار المنتظم أو ضبط النفقات أو التخلي عن الرفاهيات او التقسيط “يمكن أن يمثل نقطة تحول حقيقية نحو حياة مالية أكثر استقرارًا.
بالبلدي
لو بتصرف من غير تفكير وعايش أعلى من دخلك وبتقسط أي حاجة عشان تحس إنك ماشي مع الناس ومش بتدّخر ولا جنيه، يبقى طبيعي تلاقي نفسك آخر الشهر بتجري ورا الحلول السريعة وكل شغلك رايح لتسديد اللي فات بدل ما تبني اللي جاي..لو ما غيّرتش طريقة تعاملك مع فلوسك… هتفضل الفلوس تهرب منك.
غيّر عادة واحدة بس”ميزانية، ادخار، تقليل خروجات” وهتشوف الفرق بعينك.







