بنوك 24 بوابة معرفية وخدمية وتوعوية متخصصة معنية بالخدمات والمنتجات والأخبار البنكية، والأخبار الاقتصادية وفق القواعد المهنية الأصيلة...
مساحة 1 جانب الموقع معلق
مساحة 2 جانب الموقع معلق

خبراء التسويق والاتصالات المؤسسية يكشفون أسرار صناعة العلامات التجارية من واقع خبراتهم العملية

جرمين عامر: من الإعلام إلى قيادة الاتصال المؤسسي.. رحلة البحث عن الشغف

غادة غيث: من الميكروفون إلى الإدارة المصرفية.. 12 عاماً من الخبرة في «CIB»

نور الزيني: بناء الهوية المصرفية بالاعتماد على النفس ورفض «الواسطة»

في عصر تتسارع فيه التغيرات وتتنوع القنوات الرقمية، أصبحت القدرة على لفت انتباه الجمهور وبناء سمعة قوية للعلامات التجارية من أبرز مقومات النجاح لأي مؤسسة أو شخصية.. في اليوم الثاني للنسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية برعاية رئيس الوزراء في هذه الجلسة التفاعلية، استعرض خبراء التسويق والاتصالات المؤسسية كواليس صناعة العلامات التجارية من واقع مسيرتهم المهنية المتميزة وتجاربهم العملية الثرية، مقدمين رؤى وأفكارًا تساعد الشباب على فهم أسرار التأثير والإقناع، وتعلم كيفية تحويل الأفكار إلى قصص قوية تصل إلى الجمهور وتخلق ولاءً حقيقيًا للعملاء.
وتمحورت المناقشات حول كيفية صياغة رسائل واضحة ومؤثرة، واستثمار الأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة في بناء سمعة إيجابية، إضافة إلى استعراض أفضل الممارسات في مجال التواصل المؤسسي، وطرق دمج المسؤولية الاجتماعية للشركات ضمن استراتيجيات العلامة التجارية، بحيث تصبح جزءًا لا يتجزأ من هويتها وقيمها.
كما ركز المتحدثون على أهمية الإبداع والابتكار في جذب الانتباه وسط بيئة تنافسية محتدمة، موضحين كيف يمكن للشباب تطوير مهاراتهم في التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الحملات الإعلامية، وبناء العلاقات مع الجمهور بطريقة تضمن التأثير المستدام، مع تسليط الضوء على تجارب حقيقية من شركات بارزة في القطاع المصرفي والاتصالات والإعلام، لتقديم نماذج عملية يمكن الاستفادة منها في أي مجال مهني.
وفي سرد لرحلة مهنية استثنائية جمعت بين الإرث العائلي والشغف الشخصي المتجدد، كشفت جرمين عامر، رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد، عن تفاصيل مسيرتها التي لم تكن خطاً مستقيماً، بل كانت سلسلة من المحطات الاستكشافية حتى العثور على الشغف الحقيقي. ونوهت “عامر” إلى جذورها التي تعود إلى بيت إعلامي من الطراز الأول، فوالدها هو رائد الصحافة الاقتصادية في مصر، وهو من صمم على دراستها للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، انطلاقاً من رؤيته بأن هذه الدراسة هي الظهير الأكاديمي الأمثل لفهم الإعلام بعمق، إلا أن التجربة العملية كان لها رأي آخر في البداية.
واستعرضت “عامر” محاولاتها الأولى في عالم الصحافة والإعلام، إذ سافرت للعمل في وكالة “جلف نيوز” بالخارج، وهناك أدركت حقيقة هامة وهي أنها “لن تكون صحفية”، مبررة ذلك بالضغوط العصبية المزعجة والمستمرة المرتبطة بضرورة متابعة الأخبار لحظة بلحظة خشية أن يفوتها شيء، وهو نمط حياة لم تجد نفسها فيه. وعقب عودتها إلى مصر، خاضت تجربة مختلفة بالعمل في شبكة (ART) كمذيعة برامج أطفال، حيث تدربت على يد الإعلامية القديرة منى جبر، ورغم بريق الشاشات، إلا أنها شعرت مرة أخرى بأن هذا المسار ليس هو الذي تطمح لإكمال حياتها فيه.
وأوضحت رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد أن نقطة التحول الحقيقية كانت باكتشافها لمجال العلاقات العامة والتسويق، حيث وجدت فيه ضالتها وشغفها المفقود، لتبدأ رحلة مهنية ناجحة تنقلت خلالها بين مؤسسات كبرى مثل البنك التجاري الدولي (CIB) وشركة أوراسكوم، وصولاً إلى محطتها الأبرز في “المصرف المتحد”، واصفة تلك التجربة بأنها من أروع التجارب في مسيرتها، خاصة وأنها تزامنت مع فترة دقيقة من الإصلاح المصرفي وعملية دمج ثلاثة بنوك، مما أكسبها خبرة لا تقدر بثمن.
ولم تكتفِ “عامر” بالنجاح المهني، بل قررت قبل نحو خمس سنوات العودة إلى هوايتها القديمة في الكتابة، مدعومة بدراسة أكاديمية من خلال ماجستير في الإعلام تمحورت رسالته حول “المؤثرين” (Influencers)، وهو ما أثمر عن إصدار سلسلة كتب متخصصة، حيث نشرت بالفعل ثلاثة كتب، وتستعد حالياً لإصدار الكتابين الرابع والخامس، لتجمع بذلك بين خبرة المصرفية المتمرسة ورؤية الكاتبة الأكاديمية.
وفي كشف عن الجانب الإنساني وبدايات المسيرة المهنية، روت غادة غيث، رئيس قطاع الاتصال المؤسسي بالبنك المصري لتنمية الصادرات، قصة تحول حلمها القديم من العمل كمذيعة إلى قيادة العمل المصرفي، مشيرة إلى أن شغفها بالإعلام رافقها منذ الصغر، خاصة وأنها خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، مما كان يؤهلها بقوة لهذا المجال، إلا أن نصيحة والدها ورؤيته الثاقبة غيّرت المسار تماماً، حيث شجعها وساعدها للالتحاق بالعمل في أحد البنوك، لتبدأ رحلتها بطريقة غير تقليدية استغلت فيها موهبتها الصوتية ولغتها القوية عبر العمل في تقديم الخدمة الصوتية (الخط الساخن)، وكأنها حققت حلم المذيعة ولكن عبر سماعة الهاتف المصرفي.
وأوضحت “غيث” أن محطتها في البنك التجاري الدولي (CIB) التي استمرت لنحو 12 عاماً كانت بمثابة المدرسة الحقيقية التي أسست قاعدتها المهنية الصلبة، حيث تعلمت خلالها أن الاجتهاد المستمر وعدم الاكتفاء بالخبرة العملية فقط هو مفتاح التطور، لذا حرصت على دعم مسيرتها بسيل من الدورات التدريبية في مجالات متنوعة، مستلهمة من والدها درساً حياتياً لا تنساه حول ضرورة عدم اليأس أو الاستسلام لأي تحديات في بيئة العمل، وهو ما مهد لها الطريق لتولي مناصب قيادية رفيعة لاحقاً.
واختتمت رئيس قطاع الاتصال المؤسسي حديثها برؤية فلسفية حول مفهوم النجاح، موجهة رسالة ملهمة للشباب ولأبنائها، مفادها أن “النجاح” قد يكون متاحاً للكثيرين، لكن التحدي الحقيقي يكمن في “التميز”، مؤكدة أن هذا التميز لا يأتي إلا من خلال الاختلاف وعدم الخوف من المنافسة، مشددة على قيمة أخلاقية هامة وهي أن الصعود الحقيقي لا يتحقق بإقصاء الآخرين، بل بمد يد العون لهم ومساعدتهم على النمو.
وفي حديث ملهم عن العصامية وقوة الإرادة، أكدت الدكتورة نور الزيني، مدير عام الاتصال المؤسسي في بنك قناة السويس، أنها اختارت “الطريق الصعب” منذ بداية حياتها المهنية، رافضة الاعتماد على العلاقات الشخصية أو “الواسطة” التي كانت سمة سائدة للالتحاق بالقطاع المصرفي في ذلك الوقت. وسردت الزيني بداياتها، مشيرة إلى أنها تخرجت عام 1990، لكنها لم تنتظر التخرج لتبدأ العمل، بل حرصت منذ أيام الجامعة على حضور دورات اللغة الإنجليزية والتدريب في البنوك، موضحة أنها واجهت واقعاً صعباً حيث كان الدخول للمجال يتطلب وجود “شخص ثقيل” في العائلة، إلا أنها قررت أن “تخبط على الأبواب بنفسها” لتصنع فرصتها بيدها.
واستعرضت “الزيني” محطات الغربة والعودة، حيث سافرت إلى كندا عقب زواجها وتخرجها مباشرة في عام 1990، وهناك خاضت تحدياً جديداً تمثل في البحث عن عمل رغم محدودية لغتها الإنجليزية آنذاك، لكنها نجحت في الحصول على وظيفة، مما أكسبها صلابة وخبرة مبكرة. وعقب عودتها إلى مصر، أدركت أهمية مواكبة العصر، فقررت تحديث خبراتها ومهاراتها بالتزامن مع الانفتاح الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدة في ذلك من خبرة إعلامية ثرية اكتسبتها من عملها السابق كمدير إقليمي للاتصالات في راديو وتليفزيون العرب (ART)، وهو ما مهد الطريق لعودتها القوية للقطاع المصرفي والتحاقها ببنك قناة السويس عام 2010.
واختتمت مدير عام الاتصال المؤسسي حديثها بالإشارة إلى إنجازها الأبرز، وهو المساهمة الفعالة في بناء هوية جديدة للبنك، واصفة هذه الخطوة بأنها كانت نقلة نوعية عززت مكانة المؤسسة، مؤكدة في رسالتها للشباب أن الجرأة في اختيار الطريق الأصعب، والإصرار على تطوير الذات ومواجهة التحديات، هي المفاتيح الحقيقية التي تفتح أبواب النجاح غير المتوقعة.
فيما مزجت شاهندة هلال، مدير المبيعات الخارجية في (TBS)، بين الحس الفني ومهارات “البزنس” في مسيرتها المهنية، حيث كشفت أنها خريجة كلية الفنون الجميلة، وبدأت حياتها العملية من خلال الانخراط في “العمل العائلي” برفقة زوجها، قبل أن تجد مدخلاً فريداً لقطاع المطاعم والأغذية يعتمد على خلفيتها الأكاديمية، تمثل في تخصصها بتصميم قوائم الطعام (Menu)، وهو ما مهد لها الطريق لفهم تفاصيل هذا القطاع الحيوي والانتقال لملعب المبيعات.
وفي روشتة نجاح موجهة للشركات ورواد الأعمال، شددت “هلال” على ضرورة الدراسة الدقيقة لسلوك العملاء وفهم سيكولوجيتهم، معتبرة أن منح العميل ما يريده وتلبية احتياجاته بدقة هو خط الدفاع الأول لمنع تسربه وذهابه إلى المنافسين. واختتمت حديثها بتوجيه نصيحة جوهرية للطلاب، دعتهم فيها إلى ضرورة البحث داخل ذواتهم للتعرف على ميزاتهم التنافسية ونقاط قوتهم، مؤكدة قاعدة ذهبية في عالم الإقناع والمبيعات مفادها: “إذا لم تكن مقتنعاً بنفسك، فلن تستطيع إقناع من أمامك”، مشيرة إلى أن هذا الوعي الذاتي هو حجر الأساس الذي يساعد لاحقاً في فهم وتلبية احتياجات العملاء بذكاء.
وفي دعوة صريحة للشباب لاستثمار الوقت والبدء مبكراً، كشفت ميار نجيب، مسؤول الاتصالات والمسؤولية المجتمعية بالشركة المصرية للاتصالات (WE)، عن جذور شغفها بمجال الاتصال الذي بدأ منذ طفولتها في الإمارات، حيث كانت تحفظ الإعلانات التجارية وترددها على مسامع زملائها في المدرسة، مشيرة إلى أنها لم تنتظر التخرج لتدخل سوق العمل، بل بدأت رحلتها المهنية في سن الثانية عشرة، حينما عملت كمساعدة لوالدتها في السفارة الألمانية، وكانت مهمتها أرشفة الأوراق (Filing)، وهو ما غرس فيها قيم الانضباط والالتزام مبكراً.
وأوضحت “نجيب” أن شغفها بالتعلم دفعها لخوض تجارب تدريبية متنوعة أثناء الدراسة، بدءاً من شركة “نوفارتس” ومراكز خدمة العملاء (Call Centers)، وصولاً إلى محطة هامة تمثلت في تدريبها بالاتحاد الأوروبي في بلجيكا أثناء دراستها الجامعية، مؤكدة أن هذا الرصيد التراكمي من الخبرات جعل المعادلة تنقلب لصالحها فور التخرج، حيث كان أصحاب العمل هم من يسعون لتوظيفها وليس العكس، ما مهد لها الطريق للعمل في كبرى الشركات متعددة الجنسيات، حيث بدأت مسيرتها الفعلية.
في “لوفتهانزا” ثم انتقلت إلى “إنتل” قبل محطتها الحالية.
واختتمت “نجيب” حديثها بتوجيه نصيحة للجيل الجديد تحت شعار: “ابدأوا بدري”، لافتة إلى أن الأدوات المتاحة حالياً للشباب تفوق بمراحل ما كان متاحاً في السابق، وخصت بالذكر منصة “لينكد إن” (LinkedIn)، محذرة من أن معظم الشركات باتت تعتمد عليها لتكوين الانطباع الأول والأساسي عن الموظف المحتمل، مما يستوجب الاهتمام ببناء ملف مهني قوي عليها.
وفي الأخير، مزجت رشا غالي، مدير التسويق والاتصالات المؤسسي في شركة “أبو عوف”، بين الحس الفني والواقعية العملية في تعريفها لمهنة التسويق، مرجعة الفضل في تكوين هذه الرؤية إلى والدها الذي أرسى بداخلها منذ الصغر قواعد حب العمل وتذوق الفنون بأشكالها المختلفة. واعتبرت “غالي” أن المسوق الناجح لا بد أن يكون شخصاً متكاملاً، يمتلك خبرات متنوعة و”عيناً لاقطة” قادرة على رصد أدق التفاصيل وتوظيفها بذكاء، مشيرة إلى أن اختيارها لهذا المجال بعد تخرجها في الجامعة الأمريكية لم يكن وليد الصدفة، بل جاء متسقاً مع شغفها الكبير بالتواصل مع الناس، وهو ما دفعها في بداياتها للعمل في مجال “أبحاث السوق” لفهم سيكولوجية العملاء وسلوكياتهم بعمق.
وشددت مديرة تسويق “أبو عوف” على مبدأ هام في إدارة المسار المهني، وهو أن “الفرصة تأتي دائماً لمن يستعد لها”، مشيرة إلى أن انضمامها لقصة نجاح “أبو عوف” جاء في التوقيت الذي كانت فيه مستعدة تماماً لاقتناص الفرصة، مؤكدة أن النجاح ليس رحلة فردية، بل يعتمد بشكل جوهري على اختيار “شركاء النجاح” المناسبين الذين يقدمون الدعم والإضافة في بيئة العمل.
واختتمت “غالي” حديثها بروشتة نصائح للشباب، دعتهم فيها إلى ضرورة الحفاظ على شعلة الشغف متقدة تجاه تعلم كل ما هو جديد، وعدم الخوف من التجربة، قائلة: “لازم تجرب وتغلط وماتزعلش لما تغلط”، مؤكدة أن الأخطاء ليست فشلاً بل هي المصدر الحقيقي والوحيد لاكتساب خبرة مهنية قوية وصلبة.
وجاءت هذه الجلسة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية التي تشارك فيها وزارات وهيئات حكومية، وسفراء، ورؤساء جامعات، وأعضاء هيئات التدريس، وقيادات مؤسسات عامة وخاصة، بالإضافة إلى وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، بهدف تأسيس جسر عملي بين الأكاديميات والقطاع الخاص والجهات الدولية.
وشهدت القمة توقيع شراكة استراتيجية مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتحويلها إلى برنامج طويل الأجل لدعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال، مع التركيز على دمج الابتكار والتكنولوجيا والعلوم الحديثة ضمن آليات الاقتصاد الوطني، بما يسهم في خلق فرص وظيفية مستدامة وتمكين الأجيال الجديدة.
كما تركز القمة على المحاور الرئيسية للتحولات الجذرية في سوق العمل، ومهارات المستقبل المطلوبة أمام الشباب والخريجين الجدد، من خلال جلسات وورش عمل متخصصة يشارك فيها نحو 100 متحدث من مصر ودول الخليج، وممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الدولية، لمناقشة الفرص المتاحة وآليات الدمج بين التعليم والعمل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.

رابط مختصر:

استطلاع رأي

ما هي أفضل وسيلة تفضلها لاستثمار أموالك؟

عرض النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.