بنك عالمي: تخفيضات الفيدرالي لأسعار الفائدة تدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب الفترة المقبلة

توقع بنك UBS السويسري استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مدفوعًا بتخفيف مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسياساته النقدية، وانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، وضعف الدولار الأمريكي. هذه العوامل مجتمعة تجعل الذهب في وضع قوي لمواصلة الارتفاع ليظل الملاذ الآمن الأكثر جاذبية للمستثمرين حول العالم.
وأشار الخبراء لدى البنك السويسري إلى أن حيازات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب قد تصل إلى 3900 طن بحلول نهاية عام 2025، وهو مستوى يقترب من ذروته التاريخية، ما يعكس الإقبال الكبير على الذهب كأداة تحوط ضد تقلبات الأسواق وضد تراجع قيمة العملات. هذا الاتجاه يعزز مكانة الذهب كمخزن للقيمة ويؤكد دوره المحوري في المحافظ الاستثمارية.
وأوضح بنك UBS أن أسعار الذهب ارتفعت بأكثر من 40% منذ بداية 2025 لتتداول عند مستويات قريبة جدًا من أعلى مستوياتها التاريخية، وهو ما يعكس قوة الموجة الصعودية التي يشهدها المعدن الأصفر. ومع بقاء أسعار الفائدة الحقيقية عند أدنى مستوياتها منذ عام 2022، يزداد الطلب على الذهب بوصفه أحد أفضل البدائل الاستثمارية التي تتيح حماية من تآكل القوة الشرائية.
ويرى البنك أن ضعف الدولار الأمريكي يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز مكاسب الذهب، نظرًا للعلاقة العكسية التقليدية بين العملة الأمريكية والمعدن النفيس. ومع استمرار التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيواصل نهج التيسير النقدي، فإن ذلك يمنح الذهب دفعة قوية ليمتد في مسار صعودي قد يقترب من تسجيل أرقام تاريخية جديدة.
كما أن النظرة المستقبلية لـ الذهب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحولات الاقتصادية العالمية، حيث يزداد الإقبال على المعدن مع ارتفاع المخاوف من تباطؤ النمو العالمي. المستثمرون يعتبرون الذهب وسيلة لحماية رؤوس الأموال في أوقات عدم اليقين، خصوصًا مع استمرار التوترات الجيوسياسية التي تزيد من جاذبيته كملاذ آمن.
ويؤكد الخبراء أن استمرار ارتفاع الذهب قد ينعكس على أسواق الأسهم والعملات، حيث يدفع بعض المستثمرين إلى تحويل سيولتهم من الأصول عالية المخاطر نحو الأصول الآمنة. كما أن زيادة الطلب على الذهب قد تؤثر على سياسات البنوك المركزية التي تحتفظ بمخزونات استراتيجية من المعدن الأصفر. كل ذلك يعزز من أهمية الذهب كعامل رئيسي في رسم ملامح الأسواق المالية خلال المرحلة المقبلة.