«أميدا» تسلط الضوء على استراتيجيات الدفاع السيبراني والحماية الاستباقية للبنية التحتية المالية بالشراكة مع «توماس موراي»

في خطوة تعكس التزامها بتعزيز الأمن السيبراني ورفع معدلات الوعي لدى أسواق المال والمؤسسات المالية المختلفة، أطلقت منظمة شركات الإيداع والقيد المركزي لدول إفريقيا والشرق الأوسط – أميدا، أولى نداوتها الالكترونية المتخصصة بالتعاون مع شركة “توماس موراي”، بعنوان “سبل استباق التهديدات السيبرانية”، وذلك بهدف مناقشة التحديات المتزايدة للأمن السيبراني في بيئة رقمية متسارعة، واستعراض منهجيات تقييم المخاطر، واستراتيجيات الحماية الاستباقية للبنية التحتية للأسواق المالية.
وشهدت الفعاليات مشاركة واسعة من أكثر من 17 عضوًا من أعضاء منظمة “أميدا”، إلى جانب عدد من كبرى الشركات المالية المصرية، وبنوك الاستثمار، وشركات الاستثمار المباشر العاملة في قطاع أسواق المال، بالإضافة إلى حضور عدد من الخبراء البارزين في مجال الأمن السيبراني، من بينهم السيد جيم ميكلثويت، مدير ورئيس قطاع الأسواق المالية بشركة “توماس موراي”، والسيد شريجي دوشي، مدير مخاطر الأمن السيبراني، والسيد بن هوكينز، محلل أول لمخاطر الأمن السيبراني، وأدارت الجلسة المهندسة نرمين عبد الفتاح، العضو المنتدب لشركة “إكسلانت كوميونيكيشنز”.
وتُعد هذه الفعالية نقطة الانطلاق لسلسلة من الندوات المتخصصة والجلسات الحوارية المزمع تنظيمها من قبل منظمة “أميدا” خلال الفترة المقبلة، بمشاركة نخبة من أبرز المؤسسات المالية، وذلك تأكيدًا على التزام منظمة “أميدا” بتعزيز قدرات أعضائها ليس فقط في مجال الأمن السيبراني، والعمل على بناء منظومة رقمية أكثر تقدمًا لحماية البنية التحتية المالية، بل في مجالات أخرى بالتعاون مع النخبة في مصر والعالم، بما يسهم في دعم استقرار وسلامة أسواق المال في القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل التسارع المتزايد لوتيرة التحول الرقمي وارتفاع مستوى التحديات والتهديدات السيبرانية عالميًا والمخاطر الأخرى.
واستُهلت الفعاليات بكلمة افتتاحية قدمتها ريهام خضر، الأمين العام لمنظمة شركات الإيداع والقيد المركزي لدول إفريقيا والشرق الأوسط (أميدا)، استعرضت خلالها الدور المحوري لمؤسسة “توماس موراي” وأهميتها للسوق المصرية والمشاركين من أعضاء المنظمة.
كما ناقشت الندوة المشهد المتغير والمتسارع للتهديدات السيبرانية، بدءًا من أساليب التصيد الاحتيالي المتقدمة التي تستغل الجوانب النفسية للمستخدمين، وصولًا إلى تعقيدات هجمات برمجيات الفدية التي قد تتطلب فدية بملايين الدولارات، بل وتوفر أحيانًا “فرق دعم” لفك التشفير.
وشهدت الفعاليات، استعراض شريجي دوشي، مدير مخاطر الأمن السيبراني بشركة “توماس موراي”، رؤى تحليلية حول الانتقال من الأساليب التقليدية للحماية إلى استخدام تدابير متقدمة تقوم على استخبارات التهديدات السيبرانية، مدعومًا بأمثلة واقعية لهجمات كبرى طالت البنية التحتية لكبرى شركات عاملة في مجال الأسواق المالية، شملت بورصة موسكو، وعمليات الخزانة لبنك ICBC الأمريكي، وشركة خدمات الإيداع المركزي المحدودة (CDSL) في الهند، وشركة “أيون ماركتس” في دبلن، في تأكيد على الآثار الفعلية لهذه التهديدات على استقرار الأسواق.
كما ركزت الندوة على تحليل تقييم مخاطر البنية التحتية لأسواق المال ضمن شركات الإيداع المركزي الأعضاء في “أميدا”، والذي أظهر أن مستوى الأمن السيبراني في هذه المؤسسات لا يزال متوسط ودون المعايير العالمية، ما يشير إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعزيز الحماية والمرونة السيبرانية.
وفي هذا السياق، أشار بن هوكينز، محلل أول لمخاطر الأمن السيبراني، بشركة “توماس موراي”، إلى أن أداء أسواق “أميدا”، في المتوسط، “أقل قليلًا” من المتوسط العالمي، مشددًا على أن التقييم لا يشير بالضرورة إلى تهديد وشيك، بل يعكس وجود ثغرات يمكن معالجتها تقنيًا، خصوصًا في البنية التحتية الخارجية.
ومن بين المخاوف المحددة التي تم تسليط الضوء عليها أداء 33 مؤسسة داخل مجتمع أميدا، والتي سجلت في نطاق التقييم من 0 إلى 1000، مما يشير إلى وضع أمني أضعف، موضحًا أن دلالة هذه التقييمات تعني وجود مشكلات في البنية التحتية الخارجية تتوفر لها إصلاحات، وأن هذا التقييم لا يعني أن المؤسسات ستظل هدفًا إلى الأبد؛ بل يعني فقط وجود مشكلات في الإعدادات في الوقت الحالي.”
وأضاف أن هذه النتائج تؤكد على أهمية اليقظة المستمرة والمعالجة الاستباقية لنقاط الضعف لتعزيز دفاعات الأمن السيبراني الشاملة داخل البنية التحتية للسوق المالي.
كما أكد على الحاجة الحيوية للمراقبة الخارجية المستمرة للكشف عن تغييرات البنية التحتية غير المصرح بها وتحديد نقاط الضعف، خاصة عند الاعتماد على مزودي خدمات من أطراف ثالثة، حيث يوفر “أوربت سيكيوريتي” (Orbit Security) القدرة على الحفاظ على الرقابة وتخفيف المخاطر الناشئة عن مثل هذه التبعيات الخارجية.
من جانبه، أكد جيم ميكلثويت، مدير ورئيس قطاع الأسواق المالية بشركة “توماس موراي”، أن شركات الإيداع المركزي للأوراق المالية تتمتع بدرجة من المرونة ضد الهجمات المالية المباشرة بفضل بنيتها المعقدة والخاضعة للتنظيم، إلا أن التهديد الأكبر يكمن في احتمال تعطل العمليات التشغيلية بسبب هجمات الفدية، لا سيما تلك الناجمة عن اختراقات من أطراف ثالثة ضمن المنظومة البيئية المتشابكة لهذه الكيانات، لافتًا إلى أن بيانات حسابات المستفيدين النهائيين، المنتشرة في العديد من أسواق “أميدا”، تشكل هدفًا جذابًا للتهديدات السيبرانية.
وفي نهاية الندوة تم الرد على عدد كبير من الأسئلة والاستفسارات الخاصة بالحضور، مع توجيه شكر خاص لأعضاء المنظمة والشركات المصرية التي حرصت على حضور الندوة.
وتعد منظمة أميدا – التي تم تأسيسها في 27 أبريل 2005 على هامش انعقاد المؤتمر الدولي 8 CSD – ، منظمة تتكون من شركات الإيداع والقيد المركزي في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تم تأسيسها كمنظمة دولية غير حكومية لا تهدف إلى الربح، تسعى إلى تعزيز التعاون والخبرات بهدف تطوير وتنمية شركات الإيداع بدول القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، ويبلغ عدد الأعضاء الآن 44 عضوًا من أكثر من 30 دولة.