الدولار يتراجع لأدنى مستوى في 6 أسابيع وسط مخاوف من تراجع الاقتصاد الأمريكي

تراجع الدولار قرب أدنى مستوى له في ستة أسابيع اليوم الثلاثاء، وسط مؤشرات على هشاشة الاقتصاد الأمريكي جراء الأضرار الناجمة عن حرب التجارة التي تشنها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أنه رغم تعافي الأسواق العالمية للأسهم بشكل عام عقب سلسلة التوترات المتقطعة الناتجة عن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية، لا يزال الدولار يعاني من ضغوط مستمرة.
ومن المتوقع أن تكشف بيانات المصانع والوظائف في الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة المزيد عن الأثر السلبي الذي تخلفه حالة عدم اليقين التجاري على أكبر اقتصاد في العالم.
ومن المقرر أن تتضاعف الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم لتصل إلى 50% اعتبارًا من غدٍ الأربعاء، في الوقت الذي تتوقع فيه الإدارة الأمريكية أن تقدم الدول المعنية أفضل عروضها في مفاوضات التجارة.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 98.58 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر أبريل، قبل أن يرتد بنسبة 0.3%؛ كما ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 143.21 ين.
وفي المقابل، انخفض اليورو بنسبة 0.2% بعد أن سجل مؤخرًا أعلى مستوى له في ستة أسابيع عند 1.1454 دولار.
ومن المتوقع أن يتركز الاهتمام في وقت لاحق من الأسبوع على قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة والتوقعات المصاحبة له.
ووصل الدولار النيوزيلندي إلى 0.6054 دولار، وهو أعلى مستوى له هذا العام، قبل أن يتراجع بنسبة 0.4%.
وشهد مؤشر الدولار انخفاضًا بنسبة 0.8% أمس الإثنين عقب بيانات أظهرت انكماش قطاع التصنيع الأمريكي للشهر الثالث على التوالي في مايو، بالإضافة إلى تأخير الموردين في تسليم البضائع نتيجة تعقيدات الرسوم الجمركية.
وتركز الأنظار الآن على أرقام طلبيات المصانع في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، تليها بيانات الوظائف في وقت لاحق من الأسبوع.
ومنح الدولار بعض التعافي الأسبوع الماضي، مرتفعًا بنسبة 0.3% بعد استئناف محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي وحظر محكمة تجارية أمريكية أغلب رسوم ترامب الجمركية، غير أن محكمة استئناف أعادت فرض تلك الرسوم بعد ذلك بيوم، وأعلنت إدارة ترامب أنها تمتلك خيارات أخرى لتطبيقها إذا خسرت في المحكمة.
وكان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد صرح أمس الأول (الأحد) بأن الرئيس ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج من المرجح أن يجريا مكالمة قريبًا لتسوية الخلافات التجارية، إلا أن وزارة التجارة الصينية رفضت بشكل غاضب يوم الاثنين الاتهامات الأمريكية بانتهاك بكين للاتفاق التجاري.
كما أثارت المخاوف المالية موضوعًا واسعًا بـ”بيع الأصول الأمريكية”، ما أدى إلى انخفاض في قيمة الأصول بالدولار، من الأسهم إلى سندات الخزانة، خلال الأشهر الماضية.
وتتزايد هذه المخاوف هذا الأسبوع مع بدء مجلس الشيوخ الأمريكي في مناقشة مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي يُقدر أن يضيف 3.8 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الفيدرالية، التي تبلغ حاليًا 36.2 تريليون دولار، خلال العقد المقبل.