انخفاض أسعار الذهب في مصر مع تقلبات سعر الدولار

شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع هبوط سعر الأوقية في الأسواق العالمية، وذلك في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة.
وأوضح تقرير صادر عن منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت أن السوق المحلية تأثرت بشكل مباشر بالتقلبات العالمية.
صرّح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، بأن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بقيمة 30 جنيهًا خلال تعاملات اليوم فقط مقارنة بإغلاق تعاملات يوم أمس. وسجل سعر جرام الذهب عيار 21 – وهو العيار الأكثر تداولًا – نحو 4610 جنيهات، في حين تراجعت الأوقية عالميًا بقيمة 51 دولارًا لتسجل 3291 دولارًا.
وأشار إمبابي إلى أن باقي أعيرة الذهب سجّلت أيضًا انخفاضًا، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5269 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3952 جنيهًا، بينما سجل عيار 14 حوالي 3074 جنيهًا. أما الجنيه الذهب فقد هبط إلى مستوى 36880 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد تراجعت أيضًا خلال تعاملات أمس الإثنين بقيمة 40 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4710 جنيهات وأغلق عند 4670 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، هبطت الأوقية من 3358 دولارًا إلى 3342 دولارًا، بانخفاض قدره 16 دولارًا.
أرجع إمبابي هذا الانخفاض إلى عدد من العوامل المؤثرة، على رأسها ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وتراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول الآمنة مثل الذهب. وأضاف أن الأسواق في حالة ترقب لعدد من البيانات الاقتصادية الأمريكية، مما يعزز حالة الحذر والتذبذب في قرارات المستثمرين.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن تحوّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا نحو موقف أكثر مرونة بشأن الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية ساهم في تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين، مما أدى إلى زيادة الإقبال على الأسهم وتراجع الاهتمام بالذهب كملاذ آمن.
أوضح إمبابي أن تراجع الذهب بنحو 70 جنيهًا خلال يومين يعكس اتجاهًا هبوطيًا مؤقتًا، لكنه لا يقلل من أهمية الذهب كأداة تحوط فعالة ضد التضخم وأحد أبرز وسائل الحفاظ على قيمة الأموال في ظل تقلبات الأسواق. كما أشار إلى أن سعر جرام الذهب عيار 21 عند مستوى 4610 جنيهات يُعد سعرًا جاذبًا للمستثمرين الراغبين في تنويع محافظهم الاستثمارية.
أكد إمبابي أن أسعار الذهب تتأثر بعدة عوامل رئيسية، تشمل:
قوة الدولار الأمريكي: كلما ارتفع الدولار، انخفضت أسعار الذهب نظرًا لتسعير المعدن الأصفر بالدولار عالميًا.
البيانات الاقتصادية الأمريكية: مثل معدلات التضخم، وتقارير أسعار الفائدة، والتي تؤثر على قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
التوترات الجيوسياسية: إذ تدفع الأحداث العالمية غير المتوقعة المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
تتوجه أنظار المستثمرين حاليًا نحو محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، والمقرر صدوره يوم الأربعاء، والذي من المتوقع أن يقدم إشارات مهمة حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية. كما تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، المقياس المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي لمتابعة التضخم، والمقرر صدوره يوم الجمعة المقبل.