اختتام اجتماع البنوك المركزية الأفريقية لبحث قضايا السياسة النقدية والمالية بالقارة

استضافت العاصمة السنغالية داكار، اجتماعاً رفيع المستوى في مقر البنك المركزي لدول غرب أفريقيا (بي سي إي إيه أو) بمشاركة أعضاء جمعية البنوك المركزية الأفريقية، لبحث القضايا الرئيسية المتعلقة بالسياسة النقدية والمالية في القارة.
وذكر موقع “All Africa” الإخباري الأفريقي اليوم الأربعاء، أنه تمهيدا لهذا الاجتماع، اجتمعت اللجنة الفنية التابعة للهيئة الأفريقية للرقابة المالية في 15 و16 و19 مايو الجاري وأن هذا العمل التحضيري مكّن من إرساء أسس التبادلات المنظمة بين الأطراف الفاعلة في النظام المالي الأفريقي.
وحضر الاجتماع جميع محافظي البنوك المركزية الأعضاء بينهم “إيفون سانا بانجي” محافظ بنك دول وسط أفريقيا و”باتريك ندزانا أولومو” القائم بأعمال رئيس قسم السياسة الاقتصادية والتنمية المستدامة في مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس هيئة البنوك الأفريقية، الدكتور “راما كريشنا سيثانين”، محافظ بنك موريشيوس، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي لدول وسط أفريقيا “جان كلود كاسي برو”.
وأتاح هذا الاجتماع العادي الأول لعام 2025 تقييم تنفيذ القرارات المتخذة خلال الدورة السادسة والأربعين لمجلس محافظي “إيه بي سي إيه” التي عقدت في 4 سبتمبر 2024 في موريشيوس.
من جانبه، قال رئيس مكتب البنك المركزي لدول غرب أفريقيا إن هذه المسئولية الجديدة لا تشكل عائقا. مضيفا “بصفتي وزيرا سابقا للمالية، كنت أصر دائما على ضرورة وجود احتياطيات كافية لمواجهة الصدمات الخارجية.. وللأسف، تعمل العديد من الدول وفق هوامش ربحية محدودة، مما يحد من مرونة سياساتها.. لذلك، يجب أن نعطي الأولوية لتجديد هذه الاحتياطيات مهما كلف الأمر”.
وشدد على أهمية هذا الاجتماع السنوي الذي يعقد في مقر البنك المركزي لدول غرب أفريقيا، والذي وصفه بأنه “لحظة مناسبة لإجراء مناقشات معمقة حول القضايا الرئيسية التي تهمنا، والوجهات النظر المشتركة التي توجه عملنا”.
وأشاد بالتزام أعضاء جمعية البنوك الأفريقية ببناء نظام نقدي أفريقي “متكامل ومستقر ومرن ومليء بالفرص”.
وكان هذا الاجتماع بمثابة فرصة لأعضاء البنك المركزي لمناقشة التحديات الاقتصادية الرئيسية التي تواجه البنوك المركزية الأفريقية والوجهات النظر المشتركة التي توجه أعمالها.
ودعا “باتريك ندزانا أولومو” القائم بأعمال رئيس قسم السياسة الاقتصادية والتنمية المستدامة في مفوضية الاتحاد الأفريقي جميع محافظي البنوك المركزية الأفريقية “إلى مواصلة سعيهم الدؤوب لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي بعزم لا يتزعزع، من خلال تنفيذ سياسات نقدية مناسبة للحفاظ على استقرار الأسعار وحماية الأنظمة المصرفية”.
وأوضح أن هذا يتطلب التعامل بعناية مع تقلبات أسعار الصرف لدعم القدرة التنافسية وإدارة الضغوط التضخمية، مع تعزيز التنسيق الوثيق بين السلطات النقدية والمالية من أجل التوصل إلى مزيج متماسك من السياسات الاقتصادية الكلية يعزز النمو المستدام.
بدوره، رحب محافظ البنك المركزي لدول غرب أفريقيا بالنمو القوي في منطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا (يو إي إم او إيه) وذلك في سياق دولي يتسم بعدم اليقين المرتبط بتصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية، مع زيادة التعرض للصدمات المناخية والضغوط التضخمية المستمرة.
وأشار إلى أن هذا الأخير بلغ 3ر6% عام 2024، مدفوعا بالطلب المحلي المستدام وزيادة الإنتاج الاستخراجي وذكر أن التضخم انخفض من جانبه إلى 5ر3%.
ويتوقع استقرار هذا الأداء في عام 2025.. مشيرا إلى أن “النمو متوقع بنسبة 4ر6%، وأن يظل التضخم ضمن منطقة الهدف التي تتراوح بين 1% و3%” وأن “الوضع المواتي للحسابات الخارجية من شأنه أن يسمح للسياسة النقدية بالحصول على مساحة إضافية للمناورة”
يذكر أن البنك المركزي لدول غرب أفريقيا (بي سي إي إيه أو) هو مؤسسة عامة دولية يقع مقرها الرئيسي في عاصمة السنغال داكار. وهو مؤسسة الإصدار المشتركة للدول الأعضاء في الاتحاد النقدي لغرب أفريقيا (وامو) وعند تأسيسه في 12 مايو عام 1962، ويضم 41 بنكا مركزيا عضوا.
وتتمثل أهدافه الرئيسية في تعزيز التعاون بين البنوك المركزية الأفريقية في المجالات النقدية والمصرفية والمالية، فضلا عن تعزيز ظهور عملة واحدة وبنك مركزي مشترك لأفريقيا من خلال عملية تقارب محددة بوضوح.