بنك إنجلترا يستعد لخفض أسعار الفائدة وسط مخاوف من تأثير رسوم ترامب الجمركية

توقعت صحيفة “الجارديان” البريطانية قيام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة يوم الخميس المقبل، وسط تزايد القلق بشأن التأثير السلبي على الوظائف والنمو في المملكة المتحدة بسبب الرسوم الجمركية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أنه في أول تدخل للبنك المركزي منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة الرسوم الجمركية، فإنه من المتوقع أن يقوم بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة الأساسي من مستواه الحالي البالغ 4.5%.
وأشارت إلى وجود احتمال لدى الأسواق المالية يقارب 100% لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. إلا أن بعض الاقتصاديين، بمن فيهم نائب سابق لمحافظ بنك إنجلترا يرون أن هناك حاجة إلى خفض أكبر بمقدار نصف نقطة مئوية لمساعدة الشركات والأسر في مواجهة التدهور الحاد في الآفاق الاقتصادية العالمية.
ولفتت الصحيفة إلى تحذير خبراء الاقتصاد من أن المعارك التجارية العالمية ستؤدي إلى تباطؤ كبير في التجارة، وستكون لها تكلفة باهظة على المستهلكين الأمريكيين أنفسهم من خلال دفع الأسعار إلى الارتفاع وزيادة احتمالات حدوث ركود.
وانخفضت مستويات ثقة الشركات والمستهلكين بشكل حاد في دول أخرى، بما في ذلك بريطانيا، بسبب المخاوف من أن سياسات التعريفات الجمركية وما صاحبها من ضبابية سوف تؤدي إلى تقويض النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، وفقا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن إدوارد ألينبي، الخبير الاقتصادي البريطاني في شركة الاستشارات “أوكسفورد إيكونوميكس” أن توقعات النمو في المملكة المتحدة على المدى القريب تبدو صعبة بالفعل.
وأضافت: وفي أسبوع حاسم تستجيب فيه البنوك المركزية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للصدمة الاقتصادية المتصاعدة، تتوقع الأسواق المالية أن يتجاهل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الانتقادات الشديدة من ترامب ويبقي أسعار الفائدة دون تغيير الأربعاء المقبل.
وفي الشهر الماضي، وصف الرئيس الأمريكي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه “خاسر كبير” قبل أن يتراجع عن هجماته على استقلال البنك المركزي في مواجهة انهيار سوق السندات.
وبينما توجد مخاوف من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب قد تؤدي إلى زيادة التضخم، مما قد يدفع البنوك المركزية إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة، يقول الاقتصاديون إن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى انخفاض التضخم في دول أخرى، وفقا للصحيفة.
وأوضحت “الجارديان” البريطانية أن ذلك يعود إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تحويل مسار الصادرات المتجهة إلى السوق الأمريكية إلى أسواق أخرى، مما يؤدي إلى وفرة في السلع في أسواق المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما أن الضرر الذي يلحق بالنشاط الاقتصادي سيخفف أيضا من الضغوط التضخمية.
وهناك بالفعل مؤشرات على انخفاض أحجام التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، بما في ذلك أرقام تظهر انخفاضا حادا في شحن الحاويات.
وانخفض التضخم في المملكة المتحدة أكثر مما كان متوقعا في شهر مارس ليصل إلى 2.6%، بينما تشير بيانات سوق العمل إلى أن نوايا التوظيف لدى الشركات بدأت تتراجع، في ظل مواجهة الشركات لضرائب أعلى ومستويات منخفضة من ثقة المستهلكين.